كتب:طاهر القطان
ناقش الدكتور هشام زعزوع وزير السياحة الأسبق وامين عام المنظمة العربية للسياحة رسالة دكتوراه بكلية السياحة والفنادق جامعة الإسكندرية للباحثة ياسمين محسن السايح – المفتش بمكتب وزارة السياحة والآثار بالاسكندرية، بعنوان“تقنيات التتبع الرقمي كأداة لتحليل وإدارة التدفقات السياحية – دراسة تجريبية على وزارة السياحة المصرية” .
وتناولت الدراسة استخدام أحدث تقنيات التتبع الرقمي، مثل نظم تحديد المواقع (GPS)، والواي فاي، والبلوتوث، وبيانات الهواتف المحمولة، في تحليل حركة السياح وإدارة التدفقات السياحية بكفاءة.
كما ناقشت التحديات المتعلقة بتطبيق هذه التقنيات، مع التركيز على الجوانب المرتبطة بالخصوصية، والتكلفة، والبنية التحتية الرقمية. واعتمدت الباحثة على نموذج قبول التكنولوجيا (TAM) لتقييم مدى جاهزية موظفي وزارة السياحة المصرية لتبني تلك الأدوات.
تشكّلت لجنة الحكم والمناقشة من أ.د. سمر القصراوي – الأستاذ بقسم الدراسات السياحية، كلية السياحة والفنادق – جامعة الإسكندرية (رئيساً ومحكماً)، و أ.د. أماني نبيل – الأستاذ بقسم الدراسات السياحية، كلية السياحة والفنادق – جامعة الإسكندرية (مشرفاً)و د. هشام زعزوع – وزير السياحة الأسبق وامين المنظمة العربية للسياحة (محكماً)، و أ.م.د. آيتن الروبي – الأستاذ المساعد بقسم الدراسات السياحية، كلية السياحة والفنادق – جامعة الإسكندرية (مشرفاً)
وقد أظهرت نتائج الدراسة أن تقنيات التتبع الرقمي تسهم في رفع دقة الإحصاءات السياحية، وتقليل التكاليف التشغيلية، وتعزيز كفاءة استراتيجيات إدارة القطاع السياحي. وتُقدم الدراسة رؤى عملية لصناع القرار، مؤكدةً على أهمية اعتماد أدوات جمع البيانات الحديثة لضمان تنمية سياحية مستدامة. ومن خلال دمج هذه التقنيات، يمكن لمصر تعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق السياحية العالمية عبر الاعتماد على بيانات دقيقة وآنية في عملية صنع القرار وتطوير السياسات السياحية.
وقد خلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات المحورية منها تعزيز البنية التحتية الرقمية
وضرورة التوسع في تغطية الإنترنت فائق السرعة وشبكات الهاتف المحمول، لاسيما في المناطق السياحية الريفية والتراثية، مع العمل على إنشاء مراكز دعم تكنولوجي بالمحافظات لتوفير المساندة الفنية اللازمة، وإعداد إطار قانوني لحماية البيانات من خلال العمل على تطوير تشريع شامل لحماية الخصوصية الرقمية يحدد بوضوح سياسات جمع البيانات وتخزينها واستخدامها، بما يضمن الشفافية ويعزز ثقة المستخدمين، ويتماشى مع المعايير الدولية المعتمدة، وتمكين الموارد البشرية من خلال
تنفيذ برامج تدريبية متخصصة للعاملين في القطاع، بالتعاون مع مؤسسات تعليمية وجهات دولية، لبناء قدرات في مجالات تحليل البيانات، التكنولوجيا السياحية، والحوكمة الذكية، وإدارة التغيير المؤسسي من خلال
اعتماد خطة شاملة لإدارة التغيير تهدف إلى رفع الوعي وتحفيز المشاركة وتوضيح فوائد التحول الرقمي لكافة الجهات المعنية من داخل الوزارة وخارجها، وفي النهاية.
أوصت الدراسة تطبيق مشروعات تجريبية
وبدء تنفيذ مشروعات نموذجية في مواقع سياحية رئيسية مثل منطقة أهرامات الجيزة، لتجربة أنظمة التتبع وتقييم أثرها في تنظيم الزيارات والحد من التكدس وتعزيز الأمان،و تنويع آليات التمويل والحصول على منح دولية داعمة للتطوير السياحي والابتكار الرقمي.
وتمثل توصيات الدراسة خطوة مهمة نحو تطوير منظومة متكاملة لإدارة المواقع السياحية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، بما يحقق الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة، ويحسن تجربة الزائر، ويعزز مكانة مصر كمقصد سياحي عالمي رائد في تطبيقات السياحة الذكية.
